السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يتحدّث الخبراء اليوم عن “إدارة الوقت” وكأنها علمٌ جديد
يكتبون في المجلات والأبحاث عن أهمية العادات، عن الإنتاجية، عن الاستراحات، عن التوازن بين العمل والحياة
: لكن قبل قرون، لخّص الإمام الكاظم عليه السلام كل ذلك في جملة واحدة
«اجتهدوا أن يكون زمانُكم أربعَ ساعات»
أربع “ساعات” لا تعني أربع ساعات حرفيّة بل أربع محطات من الوعي يعيشها الإنسان كل يوم
حين تتوزع حياتك على هذه الأركان الأربعة تصبح أقرب إلى الاتزان، وإلى السعادة في الدنيا والآخرة
كيف نحول ساعاتنا الأربع إلى حياةٍ متوازنة؟
نموذج الإمام الكاظم عليه السلام يقوم على أربع ركائز متوازنة:
الركيزة الأولى: وقتٌ مع الله
ساعةٌ تُصفّي فيها روحك
وقتك للعبادة، للصلاة، للذكر، وللمناجاة الصادقة
العمل لن ينتهي، لكن العمر سينتهي
اجعل للوضوء، للصلاة، وللمسجد مكانًا ثابتًا في جدولك
قال تعالى: «وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا» (المزمل: 8)
الركيزة الثانية: وقتٌ للمعاش
العمل جزء من الحياة، لا الحياة كلّها
اعمل لتعيش، لا لتفنى في العمل
اجتهد لتؤدي واجبك، ثم توقّف لتعيش مع من تحب
«قال ﷺ: «خيرُ الناسِ من نفعَ الناس
الركيزة الثالثة: وقتٌ للصحبة الصادقة خصص وقتًا لأصدقاء يذكّرونك بالله
ينبهونك برفق حين تخطئ، ويخلصون لك في النصيحة
الصحبة الصالحة مرآةٌ صافية تُريك نفسك كما هي
وتقيك من الغرور والعزلة
«قال الإمام علي عليه السلام: «صديقك من صدَقك لا من صدّقك
الركيزة الرابعة: وقتٌ للراحة والتجديد
ساعة تخلو فيها بنفسك لتستعيد طاقتك
راحة بلا معصية، سكون ينعش القلب
اقضها مع عائلتك، في نزهة، في قراءة، في تأمل
«قال ﷺ: «إن لنفسك عليك حقًا، وإن لبدنك عليك حقًا
حين توازن بين هذه الأربعة تدرك أن الحياة ليست سباقًا على المهام بل رحلة تَعبُد فيها الله من خلال كل لحظة وُضعت بين يديك
تحدي اليوم
قسّم يومك القادم بوعي إلى أربع محطات
١ – عبادة. ٢ – عمل. ٣ – صحبة. ٤ – راحة.
حتى لو لخمس عشرة دقيقة لكل جانب راقب أثر هذا التوازن في قلبك ونفسك في نهاية اليوم
هل شعرتَ بخفةٍ أكثر؟ تركيزٍ أعمق؟
هذه هي بركة “الأربع ساعات” التي تحدّث عنها الإمام
The Muslim Balance Company
MuslimBalance.com
